أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها بنتُ الحارث بنِ حَزَن بنِ بُجَير، وأمُّها هندٌ بنتُ عوفِ بنِ زُهَير .
وكانت تحتَ مَسعودِ بنِ عمرو بنِ عبدِ نَائلٍ الثّقفِي في الجاهِليّة وفَارقَها، ثم خَلَفَ عليها أبو رُهْم بنُ عبد العُزّى بنِ أبي القيس فتُوُفّي عنها ، فتزوّجها النّبي صلى الله عليه وسلم.
وهيَ ءاخِرُ نِسائه تَزويجًا ومَوتًا، وقيلَ إنّها ماتَت قبلَ عَائشةَ رضي الله عنها، وردَ ذلكَ في حديثٍ صَحيح عن عائشةَ، وهي خَالةُ عبدِ الله بنِ عَبّاس ، ونَكحَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سَنةِ سَبْعٍ سَنةِ عُمْرةِ القَضاءِ .
وتُوُفّيت في سَنةِ إحْدَى وسِتّين في خِلافَةِ يَزيد بنِ مُعاوية، كَذا ذكَره ابنُ سعْد، وكانَ عُمُرُها نحوُ ثمانينَ سَنةً أو إحْدَى وثمانِينَ، ودُفِنت بِسَرِف في القُبّة التي بنى بها فِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كما أخبرَ بذلكَ، وقيلَ ماتت بمكة ونُقِلَت إلَيها.
وهيَ منَ اللاتي وهَبنَ أنفُسَهُنّ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابنُ إسحاقَ ويُقال إنّها وهَبت نفسَها للنبيّ صلى الله عليه وسلم وذلكَ أنّ خُطبَة النّبي صلى الله عليه وسلم انتَهت إليها وهيَ على بَعِِيرِها فقَالت البَعيرُ وما علَيه لله ورسوله. رضي الله عنها، فأنزل اللهُ عزّ وجل : وامرأةً مؤمِنةً إن وهَبتْ نَفْسَها للنبيّ “. والمعنى أحْلَلنَا لكَ مَن وقَعَ لها أن تهَبَ لكَ نَفسَها ولا تَطلُبَ مَهرًا مِنَ النّساء المؤمناتِ إن اتفَقَ ذلكَ.
ويُقال التي وهبت نفسَها للنبي صلى الله عليه وسلم زينبُ بنت جحش رضي الله عنها ، ويُقال أمّ شَرِيك غُزِّيّة بنتُ جابر بنِ وهب، ويقال غيرُها، ذكره ابن إسحاق.