بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
– الشيخ محمّد بن إبراهيم الحسيني ( المتوفّي سنة 1362 هـ)
تلقى علومه الأولية في بعض مدارس طرابلس ثم سافر إلى الأزهر وأتمّ دراسته هناك ثمّ عاد إلى طرابلس واشتغل بالتدريس وتولّى وظيفة ختم البخاري في جامع طينال.
تلقى علومه من مفتي طرابلس الشيخ عبد الغني الرافعي والشيخ محمود منقارة والشيخ حسين الجسر.
ومن أشهر تلامذته الشيخ بشير بن عبد الغني جوهرة والشيخ سعيد طنبوزة الحسيني.
وضع عدة تآليف منها تفسيره للقرءان الكريم وقد طُبع منه الجزء الأول، يقول في تفسيره هذا الصحيفة /62 ما نصّه:
سبحانه ما أعظم سلطانه، لا تلاحظه العيون بأنظارها، ولا تطالعه العقول بأفكارها. اهـ
وفي الصحيفة/101 يقول في تفسير قوله تعالى: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرةً فأخذتكم الصاعقةُ وأنتم تنظرون} مــا نصّـه:
ظنّوا أنه سبحانه وتعالى مما يشبه الأجسام, ويتعلق به الرؤيا تعلقَها بها -أي الأجسام- على طريق المقابلة في الجهات والأحياز ولا ريب في استحالته، وإنما الممكن في شأنه تعالى الرؤية المنـزَّهة عن الكيفيات بالكلية وذلك للمؤمنين في الآخرة. اهـ
وفي الصحيفة/227 يقول مانصة : قال عليه الصلاة والسلام:{ آية الكرسي سيّدة ءاي القرآن } لما ترى من انطوائها على أمّهات المسائل الإلهية المتعلّقة بالذات العلي والصفات الجليّة.
فإنّها ناطقة بأنّه تعالى واجب لذاته موجدٌ لغيره، لما أنّ القيّوم القائم بذاته المقيم لغيره منـزّه عن التحيز والحلول، مبرأ عن التغيّر والفتور، لا مناسبة بينه وبين الأشباح ولا يعتريه ما يعتري النفوس والأرواح، متعال عمّا تناله الأوهام. اهـ
– الشيخ مصطفى وهيب بن إبراهيم البارودي ( المتوفّي سنة 1373 هـ)
تولّى الإمامة والتدريس في المدرسة القرطاوية زهاء أربعين عاماً، تلقى علومه من الشيخ حسين الجسر والشيخ محمد الحسيني والشيخ محمود نشابة وغيرهم كثير. وعليه تخرج ابنه الشيخ نصوح البارودي.
وحين شغر منصب إفتاء الجمهورية اللبنانية بوفاة الشيخ محمد توفيق خالد أجمع علماء طرابلس على ترشيحه لهذا المنصب، إلا أنّه رفضه لزهده وتفرّغه للعبادة.
لـه عـدة مؤلفـات منها:
– إعلام وبيان في كمال الإسلام والإيمان.
– واجب الاهتمام فيما وصّى به الإسلام.
– مشتبهات القراءن.
قال في كتابه خلاصة البهجة في سيرة صادق اللهجة
في الصحيفة/17 عند كلامه عن معراج النبيّ صلى الله عليه وسلم ورؤيته ربّه بفؤاده:
وأثبت رؤية ربّه ليلتَئذٍ جماهير الصحابة والعلماء من غير إدراك ولا إحاطة. اهـ
وكذا ذكره في كتابه الفوز الأبدي في الصحيفة 45 وقال في كتابه الفوز ا لأبدي في الهدي المحمدي في الصحيفة /73 ما نصه:
إن الله تعالى منـزه الذات عن الاختصاص بالأمكنة والجهات، وهذا أصل من أصول العقائد الإيمانية لأنّه لو احتاج إلى المكان لكان حادثاً وقد قام الدليل على وجوب القِدَم -له- واستحالة العدم -عليه-، ولأنّ هذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها.اهـ
ثــم قال : وإذ ثبت استحالة كونه جوهراً أو عرَضًا فقد استحال كونه مختصًا بالجهة، ولأنّه لو كان فوق العالم لكان محاذيًا له وكلّ محاذٍ لجسم فإمّا أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر، وكلّ ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى مقدّر ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبّر، فأمّا رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء. اهـ
ثــم قال: استوى على العرش استواء قهر واستيلاء كما قال الشاعر :
قداستوى بِشْـرٌ على العـراق من غيـر سيف ودم مهــراق
لأنه لو ترك على ظاهره للزم منه المحال وما يؤدي إلى المحال فهو محال. وبهذا يفسَّر أيضاً قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء} أي بالقهر والاستيلاء.ا.هـ
وقال في ص 92 ما نصه: فإذا جاز تعلّق العلم به تعالى وليس في جهة، جاز تعلّق الرؤية وليس بجهة، وكما يجوز أن يَرى اللـهُ تعالى الخلقَ وليس في مقابلتهم جاز أنْ يُرى كذلك. أهـ.
والله تعالى أعلم واحكم, والسلام عليكم ورحمة الله.