يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لافكرة في الرب)رواه أبو القاسم الانصاري معناه : أن معرفة الله لا تطلب بالتصور ولا بالتوهم لأن حكم الوهم يؤدي إلى الغلط .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما 🙁 تفكروا في كل شىء ولاتفكروا في ذات الله) .. ومعنى ذاتِ الله حقيقة الله الذي لا يشبه الحقائق ..
كل الأئمة من الصحابة ومن جاء بعدهم يعتقدون أن الله تعالى لايشبه شيئا من خلقه وأن الأياتِ والأحاديثَ التي توهم ظواهرها خلاف ذلك ليس المقصود بها تلك الظواهر لذلك قال الإمام أبو جعفر الطحاويُّ الذي كان في المائة الثالثة للهجرة في عقيدته المشهورة بين المسلمين عن الله :[ تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ، لاتحويه الجهات الست كسائر المبتدعات]. يعني أن الله منـزهٌ عن أن يكون حجماً لأن المحدود في اللغة وعند علماء الشرع ما لهُ حجمٌ صَغُر أو كَبُر ، والغايات هي النهايات وذلك من أوصاف الأحجام أما الأعضاء فهي الأجزاء الكبيرة كاالرأس واليدين والرجلين، والأركان هي الجوانب وهذا من صفات الأجسام، وتنـزه الله عن أن يكون له أدوات أي الأجزاء الصغيرة كالأنف والشفة والأصابع .
قال: لاتحويه الجهات الست كسائر المبتدعات أي لايوصف الله بأنه تحيط به الجهات الست كما أن المخلوق تحيط به الجهات الست ، بعض المخلوقات في جهة فوق وبعضها في جهة تحت وبعضها في الشمال وبعضها في جهة الجنوب أما الله فليس متحيزاً في جهة من الجهات الست، على هذا علماء السلف والخلف من الصحابة ومن جاء بعدهم ، ومن خالف هذا فهو ضالٌ مبتدعٌ في العقيدةِ بدعةَ ضلالة.