إنَّ الحمدَ لله نَحْمَدُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ ونشكرُه، الحمدُ لله مكوّرِ الليلِ على النهارِ تبصرةً لأُوْلِي القلوبِ والأبصارِ، الذي اصطفى مِن خلقِهِ مَنِ اصطفاهُ فأَدْخَلَهُ في جُمْلَةِ الأخيارِ، وبَصَّرَ مَن أحبَّهُ فَزَهَّدَهُم في هذهِ الدارِ، فاجْتَهَدُوا في مَرْضَاتِهِ والتَّأَهُّبِ لدارِ القرارِ، ونعوذُ بهِ من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِ الله فلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضلِلْ فلا هادِيَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مثيلَ لهُ، ولا ضدَّ ولا نِدَّ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنَا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُهُ صلواتُ الله وسلامُه عليهِ وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَهُ.
أما بعدُ عبادَ الله، فإني أوصيكُمْ وَنَفْسِي بتقوَى الله العليّ العظيمِ. يقولُ الله تعالى في القرءانِ الكريمِ: ﴿لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ *﴾ [سورة الحجر].
إِخْوَةَ الإيمانِ، حَثَّنا الله تعالى على التَّوَاضُعِ والانكسارِ، وسيّدُ المتواضعينَ محمَّدٌ عَلَّمَنا بالحالِ والمَقَالِ كيفَ نَتَوَاضَعُ لإخوانِنا ونَتَلَطَّفُ معَهُم ابتغاءَ الأجرِ منَ الله، فاخْفِضْ جَناحَكَ لإخوانِكَ واقْضِ حوائِجَهُم واخْدُمْهم وتَطَاوَعْ معهم فيما يُرضِي الله، فالمؤمنُ كالجمَلِ الأَنِفِ أَيِ الجَمَلِ الذي يُوضَعُ في أنْفِهِ حَلْقَةٌ إذا انْقِيدَ انقادَ وإذا اسْتُنِيخَ على صَخرَةٍ استناخَ ولو كانَ الذي يقودُهُ وَلَدًا صغيرًا. المؤمنُ يَتَطاوعُ معَ إخوانِه فيما يُرضي الله معَ الصغيرِ والكبيرِ.
ومنَ التواضُعِ أن تَخْدُمَ إخوانَكَ لله، تَخْدُمَهُم لوجهِ الله، لِمَرْضَاةِ الله، الزوجةُ تخدُمُ زوجَها، والزوجُ يخدُمُ أهلَ بيتِهِ، صاحبُ العملِ يخدُمُ مُوَظَّفِيهِ، الجارُ يخدُمُ جارَهُ، والأولادُ يَخْدُمُونَ الأهلَ وهكذا. قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «سَيّدُ القومِ خَادِمُهُم» . وفي روايةٍ أُخْرى: «خادِمُ القومِ سَيِّدُهُم» .
فإذا خالَطْتَ الناسَ وصَبَرْتَ على خدمَتِهِم وأذاهُم تدخُلُ تحتَ حديثِ أفضلِ الخلقِ صلى الله عليه وسلم: «المؤمنُ الذي يُخَالِطُ الناسَ ويَصْبِرُ على أذاهُم أعظمُ أجرًا منَ الذي لا يُخَالطُ الناسَ ولا يصبرُ على أذاهُم» .
فإذا كنتَ في بيتِكَ لا تكنْ مِمَّنْ يُكثِرُ الطَّلَبَ ممن حولَهُ ولا تَقُلْ نَاوِلُونِي، أَعْطُوني، اجْلِبُوا لي وأنتَ مُسْتَلْقٍ بل عاوِنْهُم كما كانَ حالُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يقومُ بِحَاجَاتِهِ في بيتِهِ معَ أنَّهُ كانَ لهُ مَنْ يَخْدُمُهُ صلى الله عليه وسلم. وقد قالَتِ السيدةُ عائشةُ رضيَ الله عنها: «كانَ صلى الله عليه وسلم يَخِيطُ ثوبَهُ ويَخْصِفُ نَعْلَهُ ويَعْمَلُ ما يعمَلُ الرّجالُ في بيوتِهِم» . وفي روايةٍ لأحمدَ: «كانَ رسولُ الله يعمَلُ في بيتِهِ ويَحْلِبُ شاتَهُ ويَخْدُمُ نفسَهُ» .
فإذا دَخَلْتَ بيتَكَ أخِي المسلمَ أَعِنْ زوجتَكَ في أَمْرِ الطعامِ والأولادِ وخَفّفْ عنها ما تَجِدُ من خدمةِ الأولادِ وتَرْبِيَتِهِم، وساعِدْها في تَهْذِيبِ الأولادِ، وأَكْرِمْ مَنْ هيَ تُحِبُّ إِكْرَامًا لَهَا، وطَيّبْ لَهَا نفسَها، وتكلَّمْ معها بطِيبِ الكلامِ، وإذا وجَدْتَ منها تَقْصيرًا فَالْتَمِسْ لها عُذرًا، سَاعِدْها ببعضِ أعمالِ المَنْزِلِ بحيثُ تُقَسّمُ الأَعْبَاءَ، فإنْ لَمْ تَجِدْ طَعامًا يَومًا فبادِرْ أنتَ بإعداده لكَ ولها ولأولادِكَ، ولا تُشْعِرْها في أمرِ تَربِيَةِ الأولادِ أنَّكَ لا تَحْمِلُ معها عِبْئًا، وكُنْ قُدْوَةً لأولادِكَ الذكورِ والإناثِ. ولا تَخْجَلْ أخي المؤمنَ إذا نَظَّفْتَ الثوبَ أو طَبَخْتَ أو غَسَلْتَ الأواني فهذا يَرْفَعُكَ عندَ الله، لا تَخْجَلْ إذا قُمْتَ بتغييرِ ثيابِ وَلَدِكَ الصغيرِ، ثمَّ إنْ رأيتَ زوجَتَكَ لا تخرُجُ لمجالسِ العلمِ الشرعيّ فَشَجّعْها وحُثَّها كأنْ تقولَ لها «أنَا أجلِسُ أمامَ الأولادِ وأنتِ اذهبي لِحُضورِ مجالسِ عِلْمِ الدينِ ولِعَمَلِ كذا أو كذا مِن أمورِ الخيرِ». قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «خَيْرُكُم خيرُكُم لأهلِه وأنا خيرُكُم لأهلي».
فإذا كنتَ مَهْمُومًا أو في حالة غضب فلا تصبّ غضبك على زوجتِكَ ولا يصدرْ منك السّبابُ والشتائم، واصبر أنت على الأذى الذي يصدر منها، ولا تَحْفَظْ من عباراتِهَا ما يَسُوؤُكَ، فإنْ ساءَكَ منها شىءٌ فَتَذَكَّرْ أَنَّهُ قَدْ أَعْجَبَكَ منها أشياءُ.
إخوةَ الإيمانِ بالنسبة للخدمة فإنه مما يَحُثُّنَا على التَّعَلُّقِ بخدمةِ المسلمينَ أنَّهُ ذاتَ يومٍ أصابَ الناسَ قَحْطٌ ودخَلَ الناسُ المسجِدَ يُصَلُّونَ صلاةَ الاستسقاءِ وكانَ في المَسْجِدِ رجلٌ صالحٌ رأى شخصًا ضعيفَ البُنْيَةِ صلَّى في زاويةِ المسجدِ وما أَنْ رَفَعَ يديهِ بالدعاءِ حتى نزَلَ المطرُ فَلَحِقَهُ ومشَى خلفَهُ فلما دخَلَ مَتْجَرًا يبيعونَ فيهِ العبيدَ دخَلَ خلفَهُ وسألَ صاحبَ المَحَلّ عَبْدًا يَشْتَرِيهِ فصارَ يُرِيهِ الواحدَ تِلْوَ الآخَرِ فقالَ لهُ: ليسَ هذا طَلَبِي، فرَدَّ عليهِ صاحبُ المتجَرِ: نَفِدَ ما عندِي، فقالَ هذا الرجلُ الصالحُ: لكنني رأيتُ شَخْصًا دخَلَ الآنَ صِفَتُهُ كذا وكذا، فقالَ صاحبُ المحلّ: هذا لا أبيعُهُ فإِنَّهُ منذُ شَرَيْتُهُ بَارَكَ الله لي في تِجَارَتِي، فأصَرَّ عليهِ حَتَّى اشتراهُ منهُ وَلَمَّا أخذَهُ ومشى معَهُ قالَ هذا العبدُ: لِمَ اشْتَرَيْتَنِي؟ فأنَا ضعيفٌ ولا أستطيعُ خِدْمَتَكَ، جَسَدِي لا يُسَاعِدُني، لا أستطيعُ القيامَ بخدمَتِكَ. فقالَ لهُ هذا الرجلُ: أنا اشْتَريتكَ لأَخْدُمَكَ. حِينَها رفَعَ العبدُ الصالِحُ يديهِ وقالَ: اللهمَّ إنَّهُ انكشَفَ السّرُّ الذي بينِي وبينَكَ فاقْبِضْنِي إليكَ غيرَ مَفْتُونٍ، فَمَا انْتَهَى مِن دعائِهِ حتى ماتَ رضِيَ الله عنهُ. لقد عرف الرَّجُلُ فضل هذا الشخصِ العبدِ وصلاحَهُ فأرادَ خِدمَتَهُ لله تبارَكَ وتعالى.
فليخدُم الرجل زوجَتَهُ لله، وكذلكَ هيَ إِنْ خَدَمَتْ زوجَها ترتَفِعُ بذلكَ عندَ الله، لا تَقُلِ الزوجَةُ «كيفَ أخدُمُهُ وأخدُمُ أولادَهُ فأنا لسْتُ بخادمةٍ»، بَلْ تَنْوِي لله فلَعَلَّ الله يُعْتِقُها منَ النارِ بهذهِ الحسنةِ، فإذا دخَلَ عليها لاقَتْهُ بالفرحِ والسرورِ وكانَتْ معَهُ وَدُودَةً أخَذَتْ منهُ ما يَحْمِلُ، وإنْ لَمْ يَعْملْ لَهَا حاجَتَها فلا تُشْعِرْهُ بالتقصيرِ ولا تُخَشِّنْ لهُ الكلامَ ولا تُكْثِرْ عليهِ منَ العِتَابِ، تُكْرِمُ أهله، تُطِيعُهُ فيمَا يُرضِي الله، تَصْبِرُ عليهِ في القِلَّةِ، تُنْسِيهِ هُمُومَهُ إذا ضَاقَ صدرُهُ، وتُسَاعِدُهُ على أمرِ الآخرةِ. قالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: «مَنْ فَرَّجَ عنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ الله عنهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يومِ القيامةِ» .
فيا أخي اخْدُمْ جيرانَكَ، اخدُمْ إخوانَكَ، اخدُمْ مُوَظَّفِيكَ، اخدُمْ صاحِبَ العملِ وتَذَكَّرْ أنَّ من نِعَمِ الله عليكَ حاجةَ الناسِ إليكَ.
أخِي المؤمنَ، اخدُمْ أَبَوَيْكَ وإخوَتَكَ فإنَّ الولَدَ إذا خَدَمَ أهْلَهُ يُخَفّفُ بهذا عنْ والِدِهِ أُجْرَةَ خادِمٍ أو خادِمَةٍ، سَاعِدْ أُمَّكَ في تَنظيفِ البيتِ وقُلْ لأختِكَ ساعِدِي أمَّكِ في ترتيبِ أثاثِ المنْزلِ والأمور الأخرى. فحالُ كثيرٍ منَ الأولادِ أنهم يُثْقِلُونَ كاهِلَ أمهم بكثرة الطلبات وترك مساعدتها.
فالمطلوبُ إخوةَ الإيمانِ أنْ نُخَفّفَ عن أهلِنا بنحوِ غَسْلِ الثيابِ وكَيّهَا وترتيبها وتَهْيِئَتِها، ولا يَقُلِ الواحدُ منا «إذا قُمْتُ من نومِي أُرَتّبُ سريري فبهذا أكونُ أَدَّيْتُ الخدمة لأَبَوَيَّ» فهذا لا يكفي بل ساعد أهلك وإخوتك، واسع في خدمتهم، واسع في طلب رضا أبيك وأمك قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «رِضَى الربّ مِن رضى الوالدِ» .
وأُذَكّرُكَ أخي المسلمَ بالنيةِ الخالصةِ قبلَ المباشَرَةِ بعملِ الخِدمةِ، واعلَمْ أنَّ الخِدْمَةَ تُعَلّمُ على تحمُّلِ المصاعبِ والمَشَقَّاتِ ومصائِبِ الدُّنيا كفُقْدَانِ عَزِيزٍ أو نحوِ ذلكَ.
الخِدْمَةُ تُعَلّمُ الاعتمادَ على النَّفْسِ وخاصةً أثناءَ السفرِ لأجلِ العملِ في الدَّعوَةِ هناكَ ولأَجْلِ الدّراسةِ الجامِعيَّةِ ونحوِ ذلكَ مما فيهِ فائدةٌ.
الخِدْمَةُ أيُّهَا الأحبَّةُ تُعَلّمُ كَسْرَ النَّفْسِ والتَّوَاضُعَ والتَّطاوُعَ والانْكِسارَ.
الخدمةُ مَعْشَرَ المسلمينَ تَجْعَلُ بينَكُمُ الإِلْفَةَ والمَحَبَّةَ والتَّوَدُّدَ والأُنْسَ والتراحُمَ والتَّقَارُبَ.
الخدمة مع إخلاص النية تفيدُكَ أخي المسلمَ لأجلِ ءاخِرَتِكَ.
وقل في نفسك: مَنْ أنا بالنسبَةِ لِكِبارِ الأتقياءِ؟ مَن أنا بالنسبَةِ لِمَنِ اشتُهِرَ بالتواضُعِ كسيدِنا أحمدَ الرفاعيِّ؟!
اعمَلْ أخي وجِدَّ في عملِكَ، أَدّ الواجباتِ واجتنِبِ المحرماتِ وأكْثِرْ منَ النوافِلِ وأكثِرْ من خِدمَةِ المسلمينَ ولا تَقُلْ أنا لسْتُ منَ الكاملين فتَقْعُدَ وتَتْرُكَ العملَ بخدمةِ إخوانِكَ. بَلْ كُنْ خادِمًا لإخوانِكَ المسلمينَ واعمَلْ على تفريجِ كُرُباتِهِم. قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «لا تَحْقِرَنَّ منَ المعروفِ شيئًا ولوْ أَنْ تلقى أخاكَ بِوَجْهٍ طَلِقٍ» .
اللهمَّ ارْزُقْنا التواضُعَ والتطاوُعَ معَ إخوانِنَا المؤمنينَ، اللهمَّ يَسّرْ لنا العملَ في خدمةِ أهل الإيمان.
هذا وأستغفرُ الله لي ولكُم.
الخطبةُ الثانيةُ:
إنَّ الحمدَ لله نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ ونشكرُهُ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، منْ يهدِ الله فلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ. والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا محمدِ ابنِ عبدِ الله وعلى ءالِهِ وصَحْبِهِ ومَنْ والاَهُ.
أما بعدُ عبادَ الله، فإنّي أوصيكُم ونفسِي بتقوَى الله العليّ العظيمِ وبالسَّيْرِ على خُطَى نبيِّهِ الكريمِ القائلِ: «لَيْسَ من نَفْسِ ابنِ ءادمَ إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس . قيل: يا رسول الله ومن أين لنا صدقة نتصدق بها؟ فقالَ: إنَّ أبوابَ الخيرِ لَكَثيرة التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتميط الأذى عن الطريق وتسمع الأصمّ وتهدي الأعمى وتدل المستدل على حاجته وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف فهذا كله صدقة منك على نفسك» رواه ابن حبان.
وفي رواية أخرى: «تبسُّمُكَ في وجه أخيك صدقة لك، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلالة لك صدقة وإماطتُك الحجرَ والشوكَ والعَظْمَ عن الطريقِ لك صدقة» .
وروي أن رجلاً معلق القلب بخدمة إخوانه لوجه الله تعالى كان ذات يوم في الغزو فقام يخدم إخوانه ثم قتل في أرض المعركة، ولما قاموا بحمل قتلاهم، وجدوه ميتًا وقد حُفِر على يده «من أهل الجنة» .
نعم إخوة الإيمان، هذا من بركة إخلاص النية في خدمة إخوانه. اللهمّ اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
واعلَموا أنَّ الله أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا *﴾ اللّهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم، وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ، إنّكَ حميدٌ مجيدٌ. يقول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ *يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ *﴾ اللّهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا، فاغفرِ اللهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا، اللّهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ، ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ، اللّهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ، اللّهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ.
عبادَ الله، إنَّ الله يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا الله العظيمَ يذكرْكُمْ، واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ، واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.